بعد أن تطورت التكنولوجيا وأصبحت بين أيدي الجميع، ظهرت المواهب والإبداعات وأصبح بوسع كل شخصٍ أن يظهر لنا ما لديه، وفي التصوير ظهر المحترفون والهواة، ليوصلوا لنا أجمل الصور المميزة من حول العالم ويعرفونا على الكثير من العجائب والغرائب، ولكن كيف للمصور أن يتميز بصوره؟! كل المصورين يعلمون بأن أول شيءٍ يجب إتقانه هو التركيزعلى الآليات الأساسية للتصوير الجيد، مثل فتحة العدسة وحساسية ISO وسرعة الغالق والعدسات، وكل ذلك يأخذ معظم الوقت في تعلمه بينما نركز على فهم الضوء الطبيعي وتقنيات التركيب الجيد في الوقت المتبقي، ولنحصل على أفضل الصور علينا أن نتبع بعض الأمور، تابع معنا للتعرف عليها...
تعرف على آلية التقاط صور فوتوغرافية رائعة
كل مصور محترف يجب أن يكون على درايةٍ بالأساسيات مهما كان نوع كاميرته، فإن أردنا الحصول على أفضل صورٍ للشلالاتِ مثلاً لا بد أن نكون على علم بالعلاقة بين سرعة الغالق وتأثيرات الحركة، وإن أردنا التقاط صور شخصية حقيقية في صور الحياة البرية فلا بد من أن تفهم عمق المجال!
قد تقول بأنه وبكل بساطة تستطيع الاعتماد على الإعدادات التلقائية للكاميرا في حالات إضاءة النهار الواضحة لتقوم بالعمل جيداً عوضاً عنك، ولكننا لا ننصح بذلك، حيث بأنه كلما اعتمدت على الإعدادات اليدوية كلما زادت خبرتك واستعدادك لتستخدمها عند مواجهتك لحالةٍ تتوجب تطبيقها، أما الإعدادات التلقائية فستجعلك تعتاد عليها وتقلل من خبرتك.
ولعلك تتساءل ما الفرق المصور المبدع وبين بقية المصورين؟! حسناً، إن استعداد المصور المبدع ووإبداعه لا يظهر إلا عندما يبذل جهداً إضافياً من أجل أن يحصل على صورٍ فوتوغرافيةٍ رائعة.
حيث بأن كل المصورين يمتلكون المعرفة فيما يتعلق بالتقاط الإضاءة الأفضل، ولكن المصور المبدع لديه درجة الالتزام المطلوبة ليقوم بتحويل هذه المعرفة إلى نتائج مذهلة! فمثلاً تصوير الطبيعة الجيد لا يعتمد فقط على الإضاءة المثالية، بل يجب الانتباه على التفاصيل والإبداع في التركيب! والأمر ليس معقداً بالفعل! كل ما يحتاجه المصور المثالي هو الصبر والمزيد من الجهد ليحصل على نتيجةٍ رائعة.
مثال للمقارنة بين المصور المبدع والمصور المخطئ
يجد المصور المخطئ موقعاً مميزاً للتصوير وفي وقتٍ مناسب من اليوم، فيلتقط بعض الصور ويعود إلى منزله ليتناول العشاء، وعندما ينتهي يعمل على مراجعة الصور فيرى بعضاً من العشب الميت في واجهة الصورة، وإذا بطائرةٍ تحلق في السماء مفسدةً المنظر الطبيعي! فيغضب المصور المخطئ ويقوم بلوم الكاميرا على هذه الأخطاء!
أما المصور المبدع فيذهب إلى نفس الموقع المميز وفي نفس الوقت المناسب أيضاً، يبدأ بعملية التصوير بالنظر جيداً من خلال الكاميرا ليلاحظ العشب الميت في الواجهة، فيبتعد بعض الأمتار حتى لا تفسد الصورة بالعشب، وهناك يجد سوراً قديماً ممتداً عبر مد النظر فيعطي للصورة إثارةً وعمقاً رائعاً، وعندما يلاحظ تلك الطائرة وهي تحلق في السماء ينتظر عدة دقائق حتى تبتعد، وخلال ذلك الوقت يرى بعض السحب متوجهةً نحو إطار الصورة فينتظر عدة دقائق أخرى أيضاً حتى تصل تلك السحب إلى المكان المناسب لتظهر بشكلٍ مثالي، ويلتقط الصورة! وتكون النتيجة مميزة وقد أسعدت المصور وأعطته ثمار جهده وصبره!
بهذا نرى الفرق بين المصورين ونعلم بأن أهم ما يجب الالتزام به هو الصبر والتأني والنظر جيداً والتركيز، وحساب كل مشهدٍ وتفصيلٍ وتركيب حتى يتناسب وتظهر الصورة بالشكل المثالي.
تعليقات